بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من كلام للامام ابي عبد الله الصادق عليه السلام لابي بصير
يا أبا محمّد !.. رفضوا الخير ورفضتم الشرّ ، افترق الناس كلّ فرقة ، وتشعّبوا كلّ شعبة ،
فانشعبتم مع أهل بيت نبيّكم (ص) وذهبتم حيث ذهبوا ،
واخترتم مَن اختار الله لكم ، وأردتم مَن أراد الله ، فأبشروا ثمّ أبشروا فأنتم والله المرحومون ،
المتقبَّل من محسنكم ، والمتجاوَز عن مسيئكم ، مَن لم يأت الله عزّ وجلّ بما أنتم عليه يوم القيامة
لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيئة ، يا أبا محمد فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !..زدني
.
فقال: يا أبا محمّد !.. إنّ لله عزّ وجلّ ملائكة يُسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا ،
كما يُسقط الريح الورق في أوان سقوطه ،وذلك قوله عزّ وجلّ :
{ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا } ،
استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !..زدني .
قال : يا أبا محمّد !..لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال :
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلاً } ،
إنّكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم ،
حيث يقول جلّ ذكره :
{ وما وجدنا لأكثرهم من عهدٍ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } .
يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !..زدني .
فقال : يا أبا محمّد !..ولقد ذكركم الله في كتابه فقال :
{ إخواناً على سرر متقابلين } ،
والله ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني .
فقال : يا أبا محمّد !.
.{ الأخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتقين } ،
والله ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني .
فقال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكرنا الله عزّ وجلّ وشيعتنا وعدوّنا في آية من كتابه ، فقال عزّ وجلّ :
{ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر أولوا الألباب } ،
فنحن الذين يعلمون وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا هم أولوا الألباب ، يا أبا محمد!.. فهل سررتك ؟!..
قلت : جُعلت فداك !.. زدني .فقال : يا أبا محمّد !..
والله ما استثنى الله عزّ ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين (ع) وشيعته
، فقال في كتابه وقوله الحقّ :
{ يوم لا يُغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون إلاّ من رحم الله } ،
يعني بذلك علياّ وشيعته ، يا أبا محمد !.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !..زدني .
قال : لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول :
{ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم } ،
والله ما أراد بهذا غيركم ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني .
فقال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله في كتابه فقال :
{إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان}
والله ما أراد بهذا إلاّ الأئمة (ع) وشيعتهم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني
.
قال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله في كتابه فقال :
{ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً } ،
فرسول الله في الآية النبيّون ، ونحن في هذا الموضع الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ،
فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله عزّ وجلّ ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني .
قال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوّكم في النار بقوله :
{ وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنّا نعدّهم من الأشرار أتّخذناهم سخريّاً أم زاغت عنهم الأبصار } ،
والله ما عنى الله ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس ، وأنتم والله في الجنّة تحبرون وفي النار تُطلبون ،
يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!.. قلت : جُعلت فداك !.. زدني
.
قال : يا أبا محمّد !.. ما من آيةٍ نزلت تقود إلى الجنّة ولا يُذكر أهلها بخير ، إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا
، وما من آيةٍ نزلت تذكر أهلها بشرّ ولا تسوق إلى النار ، إلاّ وهي في عدوّنا ومَن خالفنا ،
فهل سررتك يا أبا محمّد ؟!..
قلت : جُعلت فداك !..زدني .
فقال : يا أبا محمّد !.
. ليس على ملّة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا ، وسائر الناس من ذلك براء ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!..
فقلت : حسبي
المصدر: الكافي 8/33